فرنسا في فزان
عابد .. عضو الجمعية
" حرب الذاكرة " واشياء جمة من الفضاعات التي ارتكبت ، والتي تئن بحملها الذاكرة الشفهية لاهل الاقليم .. قال لوكلير قائد قوات فرنسا الحرة ، دخلنا فزان بالقوة ولن نخرج منها بغير القوة .. زمن سياسات الاغلاق والترهيب ، اشياء جمة بشاعات في خم الذاكرة الجمعية ، لا يراد لها ان تفوح ، تصمت المذكرات عن ذكرها ، حجم الجرم يقتضي الصمت ، في سبها حاضرة الاقليم والمركز الاداري ، اقيم معسكر ، أي امراة مطلقة ، او مات زوجها ، يتم استدراجها قسرا لممارسة البغاء ، كان الناس لا يتركون مطلقة او ارملة مات زوجها ، دون زواج ، وتزوج من هو في عمر السبعين .. فتاة في زهرة شبابها وربيع العمر ، خشية ان ينقل الوشاة الخبر . " حدهم " و " جود " مطلقات وقعن في اسرهم ، قاومت " جود " حتى نفروا منها ، وفي اليوم الثالث طردوها ، وكدمات الرفس ترسم خرائط جسدها ، اما " حدهم " ، ولصغر سنها ، استسلمت لرعبهم ، ودارت الايام ، وتبرأت الاسرة منها ، قال لها شقيقها ، لما لم تنتحرين ، طالت بها مقاطعة الاهل ، مع رحيل اخر جندي فرنسي في فزان .. تحررت من سجن العسكر ، لم تجد لدى اهلها وجه القبول ، اختارت الهجرة جنوبا .. تداري العار .. وتتالم لحال اهلها وذويها الذين لم يغفروا لها تلك الخطيئة .. حتى وهي مكرهة .
هذا الكتاب يستعرض شيء من تاريخ تلك الحقبة ، " فرنسا في فزان 1943 - 1956 ) .. زاد المؤلف تنقلاته المستمرة ، قطع المسافات لمقابلة احد كبار السن في فزان ، من عاصروا اللحظة ، كل ما اتى على ذكره ، يستدعي الحاحا اكثر نحو المطالبة بفتح الارشيف المؤرخ لتلك الفترة امام الدارسين .ومن اجل التصالح مع الذاكرة .
" حرب الذاكرة " واشياء جمة من الفضاعات التي ارتكبت ، والتي تئن بحملها الذاكرة الشفهية لاهل الاقليم .. قال لوكلير قائد قوات فرنسا الحرة ، دخلنا فزان بالقوة ولن نخرج منها بغير القوة .. زمن سياسات الاغلاق والترهيب ، اشياء جمة من بشاعات لا تزال في خم الذاكرة الجمعية ، لا يراد لها ان تفوح ، تصمت المذكرات عن ذكرها ، حجم الجرم يقتضي الصمت ، في سبها حاضرة الاقليم والمركز الاداري ، اقيم معسكر ، أي امراة مطلقة ، او مات زوجها ، يتم استدراجها قسرا لممارسة البغاء ، كان الناس لا يتركون مطلقة او ارملة مات زوجها ، دون زواج ، وتزوج من هو في عمر السبعين .. فتاة في زهرة شبابها وربيع العمر ، خشية ان ينقل الوشاة الخبر .
" حدهم " و " جود " مطلقات وقعن في اسرهم ، قاومت " جود " حتى نفروا منها ، وفي اليوم الثالث طردوها ، وكدمات الرفس ترسم خرائط جسدها ، اما " حدهم " ، ولصغر سنها ، استسلمت لرعبهم ، ودارت الايام ، وتبرأت الاسرة منها ، قال لها شقيقها ، لما لم تنتحرين ، طالت بها مقاطعة الاهل ، مع رحيل اخر جندي فرنسي في فزان .. تحررت من سجن العسكر ، لم تجد لدى اهلها وجه القبول ، اختارت الهجرة جنوبا .. تداري العار .. وتتالم لحال اهلها وذويها الذين لم يغفروا لها تلك الخطيئة .. حتى وهي مكرهة .
هذا الكتاب يستعرض شيء من تاريخ تلك الحقبة ، " فرنسا في فزان 1943 - 1956 ) .. زاد المؤلف تنقلاته المستمرة ، قطع المسافات لمقابلة احد كبار السن في فزان ، من عاصروا اللحظة ، كل ما اتى على ذكره ، يستدعي الحاحا اكثر نحو المطالبة بفتح الارشيف المؤرخ لتلك الفترة امام الدارسين .ومن اجل التصالح مع الذاكرة . شظف العيش ، قلة الزاد ، بساطة العيش ، تلك هي انماط الحياة بوادي الاجال ، واقليم فزان والجنوب الليبي عموما ، بدأت ارهاصات التنمر والتسلط الاستبدادي ، او ما عرف بسياسات الاغلاق والترهيب ، وقد ضاق الناس درعا بتلك الممارسات ، وكان من بين الداعين لرفض تلك الممارسات الشيخ عبدالقادر بن مسعود " ، عندما اقتحم ورفاقه قلعة سبها . المركز الاداري للاقليم ، قتل الشيخ وجميع الرفاق . وأصبت بجرح اقعدني - يقول الناجي الوحيد - وصار الدم ينزف مني ، وعلى مقربة استشهد ابن عمي البكاي امامي عيناي ، وشاهدت الفرجاني الحطماني يتدحرج ليجثم على جسدي ويغمرنى بالدماء . قتل جميع رفاقي ، وما ان تبين لأحدهم انني على قيد الحياة صوب بندقيته نحوي وكاد ان يجهز عليّ انا الاخر ، لكن الضابط " كوناي " طلب منه التوقف . وأمر بأخذي اسيرا . عمدوا إلى التمثيل بجثث رفاقي بصورة همجية ، ربطوهم بالحبال من أرجلهم ، وجرحروهم على الأرض ، ثم جمعوهم في حفرة ، وسكبوا عليهم البنزين ، وأشعلوا النار . استغرقت مدة علاجي أربعة أشهر داخل سجن القلعة ، وبقيت رهين جدرانه لمدة سنتين مع الاعمال الشاقة . كل هذه القصص المفزعة ومثيلاتها ، تستدعي الحاح اكثر نحو فتح الارشيف .. في دولة حقوق الانسان والحريات . ” الجمعية الوطنية بفزان ” اسست لتكون مظلة اجتماعية سياسية جامعة لكل اطياف اهل الصحراء دون استثناء .. وبذات المنطلقات الوطنية الزاخرة بالمودة ووحدة الصف ، وكمشروع تاريخي ناهض قوى الاحتلال الفرنسي لفزان خلال الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية وسيطرة الجيش الفرنسي على فزان " 1946 – 1951 " . يمكن القول .. لقد وفرت الجمعية بالأمس المظلة الاجتماعية للملمة الصفوف ، ورتق الخرق ، ونبد الفرقة .. واستنهاض الهمم اليوم .. يستدعي خوض تجربة ايجابية مماثلة .. قد يكتب لها النجاح .. وقد تهيئ الفرصة لتحقق امل الوفاق والمصالحة وعودة الامن والسلام . ولعل في احياء اللحظة ما يمنحنا فرصة لتفهم الاخر .. في مرحلة تاريخية حرجة .. لا تستبعد طرح السؤال عن الحلم الفرنسي القديم ... كان هذا ما حرص المؤلف على استدعائه .. لنجرب ثانية .
