Association Franco-Libyenne
pour la Culture et la Science
الجمعية الفرنسية الليبية للثقافة والعلوم
Accueil > Le blog > من داخل اروقة الجمعية
Publié le 08/08/2025 par HUSSIEN Azarog

من داخل اروقة الجمعية

  مساء اليوم .. لقاء جمع  نائب رئيس الجمعية . د . عبدالقادر الفيتوري .. وعضو الجمعية ، د . عبدالمجيد حسين .. وحول اللقاء .. كتب نائب رئيس الجمعية .د الفيتوري .. يقول  :

 

         هذا المساء مختلف .. يقال ان الفرق بين الصديق الحميم ، والصديق العادي ، أنك مع الصديق الحميم تتحدث دون الحاجة إلى اللحاق بالوقت ، ومع الشعور بتدفق الزمن وقد اضحت الساعات ثوان ، فان كل ما يهم ، هو أنكما معًا مرة أخرى. لقاء مثل هؤلاء يفتح أبوابًا جديدة في حياتك . تشعر براحة أكبر ، في الواقع ، هناك الكثير من الأشياء الرائعة التي تحدث والتي تجعل لقاء صديق حميم رحلة رائعة .

 

        فنجان قهوة المساء هذا النهار ، جمعني والصديق العزيز ابن فزان ، أ . د . عبدالمجيد حسين ، يا للروعة ، هناك الكثير مما يحدث هنا لدرجة أنه من الصعب كشف كل شيء.

 

         بادئ ذي بدء ، إنه شعور ساحق ، صديق عزيز ، ولقاء بعد وقت طويل . هذه لحظة حنين بقدر ما هي ممتعة.

 

       باختصار ، جرى بنا خيل الكلام عن الأيام الخوالي ، وفزان ، وأكثر الأحداث إثارة في هذه الحقبة التي نحن جزءًا منها . . ولابد من ذكر الأصدقاء.. ممن يأخذنا الحنين للقاء بهم ..

 

وضحكنا ضحك طفلين معـاً

وعدونـا فسبقـنـا ظلـنـا

وإذا الدنيـا كمـا نعرفـهـا

وإذا الأحباب كلٌّ فى طريق

          قبل قليل غادر ، هذا كل ما يمكنني إخبارك به ، دع عقلك يبحر حيث شاء ، ولا تحاول العثور على شيء بعينه . كل ما يخطر ببالك مناسب .

 

        الذكاء الاصطناعي الذي يتناوله في كتاباته دائما ، كان محطة توقف ، حدثه عن محاضرة حضرتها قبل ايام ، باكاديمية الدراسات العليا طرابلس .. حول " استخدامات الذكاء الاصطناعي بمجال الطب " ، المحاضرة القاها استاذ تونسي من جامعة المنستير ، اعرب عن تجقيق جامعة المنستير خطوات نيرة وخبرة في هذا الاتجاه ، وعن استعداد الجامعة للتعاون مع الجامعات والمراكز العلمية الليبية .

 

       وعن جدوى تطبيقاته في أنظمة دعم القرار ، مثال : متى ما توفر لدينا مجموعة محددة من الأعراض ، يأتي الذكاء الاصطناعي بقائمة محتملة من التشخيصات الطبية للذكاء . وفي أنظمة معلومات المختبرات ومدى جدواه في تحديد وتتبع العدوى لدى المرضى في المستشفيات .. بهدف تقليل الأخطاء البشرية .

 

      ببساطة ، مع دخولنا عصرًا جديدًا، وبفضل التقدم التكنولوجي ، يُمكن جمع كميات هائلة من البيانات وتحليلها بسرعة.. وقد أتاح هذا تقديم علاج مُخصص بناءً على معرفة مُحددة .. ومن هنا، يتضافر الذكاء الاصطناعي والطب لتقديم علاج فعال للمرضى .

 

     لكن إذا كنت تعتقد أن هناك إمكانية لزيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب ، وببساطة ، تقليل المهام اليدوية ، وتوفير وقت الطبيب ، فأنت مخطئ . لكنه يزيد من كفاءة الأطباء وإنتاجيتهم ، بل ويمنحهم فرصةً غير مستغلة للتقدم نحو " الطب الدقيق ". .. انتهى كلام المحاضر .

 

       ما يثير حماسي حقًا هو مدى استفادة جميع المرضى من تحسين أداء أي طبيب . فمن تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب .. تعقيد نماذجه ، وفهم كيفية وسبب توليدها لنتائج محددة ، وإيجاد بيانات طبية عالية الجودة ، وأبحاث ، وخصوصية البيانات. .. وباختصار ، في كيفية جمع البيانات وتحليلها وتحديثها باستمرار، وكيفية إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي وتدريبه على القيام بهذه المهمة بشكل متكرر لضمان كفاءة وفعالية الذكاء الاصطناعي في الطب .

 

       ملخص فهم لغير مختص .. كان ضمن الحضور بالمسرح ... بالتاكيد .. وددت لو كان ( مجيد) ضمن الحضور . فقد لا يترك الفرصة للتعقيب على المحاضرة .. وعن احتماع وزير التعليم العالي والبحث العلمي قبل يومين مع عميد كلية الطب جامعة طرابلس .. للتباحث بالامر .. وقد يصدر قرار لادراج هذا الحقل بجميع المراحل الجامعية على غرار قرار إدخال الفلسفة الصادر قبل ثلاث سنوات عام 2022.. وان لم يحدث واقعا بعد .

 

     سبق لي ان ابرقت ( رسالتي الى وزير التعليم العالي  ) حول الموضوع .. جاء فيها :

      مضى عام ونصف على صدور قرار كم .. لا ادري ما المطلوب من اللجنة انجازه ، لكنها على ما يبدو لم تنجز ، والوقت يمر ، او ان احدهم لا يروق له استنشاق ازاهير حقل الفلسفة ، فكيف وتمدد فيضه على الجامعات برمتها ، قد تتورم اكثر ، لا ادري ان صح هذا القول ، ولكن طالما قررت ادراج الحقل الفلسفي بالمراحل الجامعية ، كان يكفي الايعاز للكليات البدء بالتواصل مع اساتذة الفلسفة لتولي المهمة .

 

     الحديث عن مشروع مستقبلي لادراج الفلسفة بمراحل التعليم ، يقود القارىء احيانا الى تذكر اللحظة الرشدية داخل اروقة ذلك الكل المعرفي المتراكم عبر خمسة عشر قرنا من الزمان ، والى رعاية أبي يعقوب يوسف عبد المؤمن (1123-1184م) للفيلسوف العربي ابن رشد (1126م/520 هـ) وللفلسفة بوجه عام .. وكتاب الامام الغزالي .. تهافت الفلاسفة .. ورد ابن رشد في كتابه “تهافت التهافت ” يعتبر الدين مشتملا علي حقيقة فلسفية صبت في قالب رمزي .

 

      وابن رشد اهم في الفلسفة المسيحية منه في الفلسفة الاسلامية _ كما يرى الفيلسوف الانجليزي( رسل ) _، فهو في الفلسفة الاسلامية يعد نهاية طريق مغلق ، بينما هو في الفلسفة المسيحية بداية الطريق .. وكان تاثيره في اوربا عظيما جدا . حفز المسلمون والبيزنطيون كلاهما بلاد الغرب على النهوض بعد ان زالت عنها غمرة البرابرة ” .

 

     وحول استحضار اللحظة عينها يقول الدكتور انطوان سيف من لبنان : ” ولعل ابرز هذه المواقف هو المجلد الضخم ” الفيلسوف ابن رشد .. مفكرا عربيا ورائدا للاتجاه العقلي ” ( تصدير د. عاطف العراقي أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة ، وصاحب كتاب ” النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد “ : “هذا المجهود لاستحضار الغائب الكبير ” ابن رشد ” لا يداور لحجب غايته : الوقوف بوجه حركات التطرف الديني المنتشرة في بعض بلدان العالم العربي اليوم ، التي تتوسل العنف المسلح كطريق أوحد للعمل السياسي وللتعبير عن مواقفها، وترفض الحوار العقلاني الحر والاعتراف بالآخر والحق في الاختلاف . وان الخوف الواسع من هذه التوجهات وأمثالها ، ينبع من كون ذاكرة الناس تعج بالعديد من الأمثلة التاريخية الحية المرعبة “.

 

      الجابري الفائز بجائزة ابن رشد 2008 : ” الفلسفة اليوم اما غائبة واما مهمشة ، كما في اقطار المشرق . اما في المغرب العربي حيث كان للفلسفة مكان و اعتبار في المدارس الثانوية والجامعات وسوق الثقافة عموما .. فقد تراجع حضورها وتقلص لاسباب سياسية في الغالب . الفلسفة مطلوبة ، اليوم على الاقل .. من الكلام في الشؤون العامة ومناقشتها وابداء الراي فيها والحجاج حولها نشات الفلسفة في اليونان ، ومعلوم ان الكلام والمناقشة و الحجاج والجدال في الشئون العامة ، كل ذلك انما يتم بواسطة اللغة ، واللغة السياسية بالتحديد.

 

     وبتعبير – (جان فيرمان ) في كتاب له صغير لكنه جيد و مرجع في الموضوع –.. الحضور الدائم للكلام وتفوقه على الوسائل الاخري التى تمارس بها السلطة.. “العقل اليونانى لم يتشكل من خلال علاقة الانسان بالاشياء (الطبيعة) بقدر ما تكون خلال علاقة الناس بعضهم ببعض”. العودة الي الفلسفة هى اليوم ، كما كان الشان بالامس ضروره .. العودة الي الفلسفة حكمة