رسالة السيد رئيس الجمعية . د . الزروق امبارك . للسيدة وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية ، وقد تولى عضو الجمعية د . عابد الفيتوري تسليم الرسالة والتباحث مع مدير ادارة التعاون الثقافي الخارجي حول اطر التعاون الممكنة ، وعزم الطرفين على انجاز المهمة . نص الرسالة :
معالي السيدة وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية
سلاما واحتراما
تود الجمعية الليبية الفرنسية للثقافة والعلوم لفت عنايتكم إلى العدد الكبير من المؤلفات الصادرة حديثاً باللغة الفرنسية ، والتي تتناول المسألة الليبية بكل تفاصيلها وحيثياتها ، وتداعيات ذلك على المشهد الحالي للبلاد ، لما لها من طابع استقصائي يرصد بعمق جوانب غامضة لم يتم التطرق إليها مسبقا ، بالإضافة إلى الكم الهائل من الإنتاج الثقافي والعلمي السابق لنخبة من المفكرين والبحاثة الذين كرسوا جهدهم لتناول جوانب التاريخ ، الجغرافيا ، الثقافة ، الآثار ، الديموغرافيا والتركيبة البنيوية للمجتمع الليبي … الخ ، و لم تجد طريقها إلى الترجمة ، لتشكل محتوي علمي و ثقافي ، مرجعاً للباحثين الليبيين في المستقبل.
نعتقد أن العمل على ترجمة هذه المؤلفات إلى اللغة العربية يعد من الأهمية ليس فقط من ناحية حق الشعب الليبي في معرفة ما يكتب عنه بلغة الآخر ، بل يتجاوز ذلك ليقدم الدراية والخبرة للعاملين بالشؤون الخارجية و السلك الدبلوماسي والثقافي الليبي. عليه ، تتقدم الجمعية الليبية الفرنسية للثقافة والعلوم بعرضها لتولي هذه المهة ، وذلك بالتكافل والتعاون مع وزارة الثقافة و تحت مظلتها.
كلنا أمل في تفهمكم أهمية الخطوة وأسبقيتها ، والدور الإيجابي الذي ستقدمه لليبيا والليبيين. ستجدون أدناه بعض من نماذج الكتب التي وضعت في خطة الجمعية للمرحلة الأولى ملحقة بتعريف مختصر بمضامينها . الكاتب لا يكتب شيء إلا إذا كانت له غاية ، وكانت هذه الغاية لها قيمة لديه . هذه الغاية القيمة هي التي يضعها المترجم في إعتباره ، لاسيما أن الثقافة في عصرنا أصبحت وسيلة من وسائل الحرب والسلام ، سلاحنا اللغة العربية التي أثبتت مرونتها وقدرتها في الماضي عندما هضمت كل الحضارات البشرية من اليونان والرومان مروراً بالفرس و الهند وصولاً للشرق البعيد.
بالمقابل تحرص الجمعية على انتقاء مؤلفات من الإنتاج الثقافي الليبي بالتشاور مع وزارة الثقافة ، وترجمتها إلى اللغة الفرنسية ، لتبصير الآخر بالمنتج الليبي ، ولتقديم صورة بلادنا بأفضل حلة ، في حوار موضوعي بين ثقافات متنوعة قائماً على التكافؤ بين قواها الحية. أخيراً ، أن النضال المبني على المعرفة أجدى بكثير من العداء والحقد وقليل من المعرفة.
تقبلوا وافر التقدير
د . الزروق امبارك
رئيس الجمعية الليبية الفرنسية للثقافة والعلوم .. باريس
