Association Franco-Libyenne
pour la Culture et la Science
الجمعية الفرنسية الليبية للثقافة والعلوم
Accueil > Le blog > كتاب : في سجون القذافي
Publié le 26/08/2025 par Souhael GAHMI

كتاب : في سجون القذافي

كتاب جديد

كتاب جديد بعنوان : " في سجون القذافي " Dans les prisons de Kadhafi سيصدر بعون الله تعالى في غضون المدة القليلة القادمة كتاب جديد بعنوان : " في سجون القذافي " عن دار النشر الفرنسية "Hemispheres Editions " نبتت فكرة هذا الكتاب الذي يصنف في خانة أدب السجون ، عندما زارنا سنة 2014 م في مقر الجمعية الليبية لسجناء الرأي بطرابلس ، المستشرق الفرنسي المعروف بمساندته الكبيرة للقضية الفلسطينية " Francois Burgat " . وكان قد اطلع وقتها على القانون الأساسي للجمعية ، وعبر عن ارتياحه الشديد لمبادئها التي تنبذ ثقافة الثأر والإنتقام ، وتدعو للتداول السلمي على السلطة وعدم الإقصاء ، وتجرم سفك الدم الليبي أيا كانت الذرائع والحجج .. وكنت قد قدمت له وقتها ، بعد ترشيحي لجائزة فرنسا لحقوق الإنسان لسنة 2013 م . والتي حجبت عني لأسباب تتعلق بمواقفي الفكرية والمبدئية ، بسطة ضافية ، عن التجربة الإنسانية الفريدة التي عاشها لعقود سجناء الرأي الليبيين ، داخل الزنازين المقرورة ذات الجدران الصلدة ، مع رفاقهم من مختلف الاتجاهات الفكرية ، والمشارب السياسية ، والذين كانوا يختلفون معهم في الفروع والأصول. فاقترح علي إصدار كتاب يجسد هذه التجربة ، من خلال كتابات بعض السجناء السابقين ، التي صدرت على شكل مذكرات ، وطلب مني ترشيح خمسة منها . فراقت لي الفكرة ، ووقع اختياري على كتاب " يوميات زمن الحشر " للكاتب " صالح السنوسي " و " المحنة الملحمة " للكاتب " عبد الفتاح البشتي " و " كأنك معي " لرفيق المحنة خلال ثلاثة عقود الحاج " صالح القصبي " و "سجنيات " للكاتب " عمر الككلي " و " وراء جدار السنين " للكاتب الدكتور " محمد المفتي " . وكم كنت أتمنى أن أضم من ضمن كتب أخرى لهذه الكتب ، مذكرات الأخ " جمعة عتيقة " " في السجن والغربة " لو كانت متوفرة لدي وقتها ، والتي أهديت بعد ذلك نسخة منها للشاعر والروائي الأردني " أيمن العتوم " وهو يستعد لكتابة رواية " طريق جهنم " سنة 2019 م ، فعبر لي عن شديد إعجابه بها ، بل اعتبرها من أجمل ما كتب في هذا المجال . ولقد قامت الأستاذة اللبنانية ، بكلية المعلمين العليا بباريس " هدى ايوب " باختيار واقتباس جملة من النصوص التي احتوتها هذه الكتب الخمسة . ولكن انتقالها إلى الرفيق الأعلى وقف حائلا دون إكمال هذا العمل الرائع ، واستلم المشعل بعدها ، نخبة من زملائها وطلبتها ، بكلية المعلمين العليا بباريس ، وانجزوا هذا العمل المتميز الذي سيرى النور قريبا بعونه تعالى ، والذي سيكون شاهدا على الوعي المتقدم للتعايش لدى السجناء السياسيين الليبيين السابقين ، المنتمين لمختلف المشارب الفكرية ، والتوجهات السياسية ، والذي كانوا على متن مركب واحد ، وجلدوا بسوط واحد ، واقتسموا كل شيء ، من رغيف الخبز الجاف ، إلى الفلقة . وعلى هامش الإعداد لهذا الكتاب ، دعيت صحبة الصديق الكاتب " عمر الككلي " سنة 2014 م . لزيارة كلية المعلمين العليا بباريس ، وكانت للأخ عمر ، على ما أذكر ، مداخلة عن ادب السجون وكتابه " سجنيات " وكانت لي مداخلة عن "الحياة السجنية " ، حضرها بالإضافة إلى طلبة كلية المعلمين العليا بباريس ، لفيف من الضيوف وعلى رأسهم " جاك لانج " وزير الثقافة في حكومة " فرانسوا ميتران " . وكم أتمنى، وشعبنا الليبي يطمح بعد سنوات من الإحباط، لإقامة دولة ، أن تتكاتف جهود المخلصين ، وتتعالى النفوس عن الضغائن والأحقاد ، ويستلهموا من تجربة السجناء السياسيين السابقين في التعايش ، ما يجعل بلادنا تخرج من هذا النفق الذي تردت فيه ، والله غالب على أمره.

علي العكرمي .. عميد سجناء الراي الليبيين .. ثلاثون عاما خلف القضبان