Association Franco-Libyenne
pour la Culture et la Science
الجمعية الفرنسية الليبية للثقافة والعلوم
Accueil > Le blog > الحوليات الليبية
Publié le 04/07/2025 par HUSSIEN Azarog

الحوليات الليبية

كتاب الحوليات الليبية

كتاب ” الحوليات الليبية ” للمؤلف القنصل الفرنسي شارل فيرو ، كتاب ضخم جمع فيه تاريخ ليبيا منذ الفتح العربي عام 642 وحتى نهاية القرن التاسع عشر ، برؤية المؤرخ البارع ، يعد من بين ابرز المؤلفات التي تستقصي تاريخ ليبيا في تلك الحقبة .. لننقل بعض المقتطفات مما اورد عن فزان : ،، عن عدد من الضباط الشركس الذين قامت الامبروطوية العثمانية بنفيهم الى طرابلس ، منهم بعض اقارب الشخص الذي اغتال السلطان عبدالعزيز مايو 1876 ، وكان ينبغي نفيهم الى فزان لكنهم يقيمون بطرابلس طليقين احرار ” . ” ضعفت سلطة الحفصيين كثيرا .. ونتيجة لذلك فإن صلاح الدين الايوبي ، الكردي الاصل ، والذي كان يحكم مصر في تلك الاثناء ، قد ارسل الى طرابلس مملوكه المخلص شرف الدين قراقش ، وسرعان ما استتب لهذا المملوك الفضيع ، الذي كان يخرب وينهب كل ما يمر عليه في طريقه ، أمر ولايات أفريقيا … فاستولى على تونس والجزائر وعلى عدد آخر من مدن المغرب . غير ان انتصاراته المتعددة سرعان ما نفخته بغطرسة الفاتح واوحت اليه بالرغبة في تلقيب نفسه أمير للبلدان التي اخضعها ، ولكي يحقق مطامعه ويضعف سلطة سيده وحاميه صلاح الدين الايوبي ، فانه وجه رسولا الى بغداد للاتصال بالخليفة العباسي طالبا منه منحه هذا اللقب . واولد الخزي الذي لطخ اسم قراقش ، بسبب فعلته الخائنة ، لدي يعقوب بن يوسف الحفصي ، ملك فاس ، الرغبة في استغلال هذا الظرف لاشباع المطامع التي كان يغديها تجاه البلدان التي استولى عليها هذا المملوك . وهكذا فإنه اعد عشرين الف مقاتل وتوجه على راسهم .. لمقاتلة قراقوش . وفي سنة 601هـ ( 1204م ) ، حضر الى طرابلس سلطان فاس ( الناصر بن يعقوب بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على – بعد طرده لقراقوش ) ، .. وكانت اولى مراسيمه تسليم مقاليد الحكم في مدينتي قابس وطرابلس الى يحي بن اسحاق الميورقي ، اعترافا منه له بخدماته . وفي تلك الاثناء لم تفتر همة شرف الدين قراقوش ولم يرتح له بال . فقصد الى فزان ، حيث طفق يقاتل مختلف القبائل واستولى منها على غنائم هائلة . وما ان نبا الى اسماع يحي الميورقي ما كان هذا المملوك يفعله في فزان حتى سار اليه وتحداه ثم قاتله الى ان تمكن من أسره هو وأبنائه . وشنق قراقش وذووه بأحدى ميادين طرابلس العامة ( وفي رواية ابن غلبون بظاهر ودان )، وهكذا خبت الكراهية التي كانت قد اشتعلت بين هذين الخصمين ، ولكن ما ان شعر يحي الميورقي بتخلصه من هذا الغريم الذي يخشى منافسته له ، حتى تغيرت معاملته للاهالي تماما وقلب لهم ظهر المجن ، فمن حاكم منصف ، انقلب الى طاغية قاس ينزل بهم اعنف صنوف الظلم ” .

 

القنصل الفرنسي في طرابلس والمستشرق والمؤرخ شارل فيرو مؤلف ” الحوليات الليبية ” 1881- 1884 ”

 

في سنة 1690م -1101 هـ . امتنع الناصر ، صاحب فزان – واخو حاكمها السابق النجيب – عن دفع الخراج . وعندئذ وجه اليه الداى جيشا تحت قيادة يوسف بك ، حيث فعل هذا القائد نفس ما فعله قبله مراد المالطي ، إذ اخفى حقيقة الوجهة التي ازمع الخروج إليها بجيشه : فذهب اولا الى تاورغا ومنها الى مرزق . وخرج اليه الناصر ، فتقاتلا قتالا شديدا ، ثم انهزم الناصر . وفي اليوم التالي استأنفا القتال من جديد ، فانهزم يوسف ، ثم تقاتلا يوما ثالثا فتكافآ . بيد ان مكر يوسف وغدره كان عونا له على عدوه . فقد كان ضمن جيشه شخصان يتمتعان بنفوذ كبير ، وهما اللذان أغريا محمد الامام بتوجيه هذه الحملة . وهذان الشخصان هما اولاد المكني ، علي ومحمد الغزيل . وقد خشي الرجلان فشل هذه الحملة التي شاركا فيها بكل همة ، فراسلا في الخفاء إخوة الناصر وابناء إخوته وأكابر جنودهم وطلبوا منهم الحضور الى المعسكر ، واعدين كل واحد منهم بالملك ، مع مراعاة ألا يعلم أى منهم بما روسل به الآخر . واضطرت هذه الخيانة الناصر الى الخضوع ، فطلب من القائد يوسف الأمان له ولوزيره المسعودي ولمن صحبه من حاشيته من بدو وحضر . وبعد أن منح الناصر عهد الأمان ، فإنه حضر إلى معسكر الأتراك . غير أن يوسف خان عهد الأمان الذي قطعه على نفسه وأوثقهم بالسلاسل ، ثم دخل إلى مرزق واستولى على خزانتها وجعلها فريسة للنهب والسلب . وبلغ جشع قائد الجيش التركي حد صار يعذب كل من يتوسم أن بحوزته مالا . وكان من جملة هؤلاء تاجر من بورنو . فلما رأى ذلك التاجر ما حل بالناس من العذاب سأل أحد المكبلين بالقيود بجانبه قائلا : ” هؤلاء الخلق نراهم يفعلون هذا ، أهم من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ؟ ” ، فزجره هذا عن ذلك خشية ان يسمعه أحد الاتراك الذين يثقنون العربية ، فيزيدون في تعذيبهم . وبالفعل فقد سمعهم المكلّف بتعذيبهم ، فسأل الشخص الذي حادثه التاجر ، فأبى هذا أن يخبره ، فتوعده إن لم يفض اليه بذلك ، فأخبره أن التاجر سأله عن يوم القيامة قائلا : ” إني لم اسمع بهذا العذاب إلا من زبانية جهنم ، اهؤلاء هم الزبانية ونحن متنا ونشرنا ؟ أم ان الزبانية تأتي الخلق قبل موتهم ؟ ” . ( ص 295 )

 

قبر شارل فيرو بمقبرة ( بوزنصي ) بمقاطعة ( ليزاردين ) بشمال شرقي فرنسا

 

 

        تولى الاستاذ محمد عبدالكريم الوافي ترجمة الكتاب من الفرنسية الى العربية ، الاستاذ محمد عبدالكريم الوافي ، وهو علم من اعلام ليبيا ، وقامة فكرية ، فقيد الوطن الذي رحل في صمت عام 2011 ..